ترأس وزير شؤون الإعلام علي الرميحي الجلسة الافتتاحية لاجتماع الدورة العادية الـ «48» لمجلس وزراء الإعلام العرب الذي انعقد في القاهرة يوم أمس.
وقال في كلمة ألقاها أمام الوزراء المجتمعين إن تصاعد أعمال العنف والإرهاب وانتشار التنظيمات الإرهابية يمثل العدو الأول للتنمية والخطر الأكبر لأمتنا، لافتًا إلى أن هذه التحديات تفرض على أجهزة الإعلام العربية العمل معًا لمواجهتها والتصدي لها.
واستهل الوزير الرميحي في بداية كلمته بنقل تحيات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وتقدير جلالته لجهود وزراء الإعلام المخلصة في تعزيز العمل الإعلامي العربي المشترك.
وأوضح أن مملكة البحرين هي أكثر الدول العربية المتضررة من جراء الإعلام المغرض وانتشار الفضائيات التي لا تلتزم بأي ضوابط قانونية أو أخلاقية، ومنها قناة الجزيرة القطرية، الأمر الذي يتعين معه البدء فعليًا في اتخاذ خطوات جادة بحق هذه القنوات المثيرة للفتن والمهددة لأمن واستقرار شعوبنا.
وتساءل الوزير أي حرية تعبير تلك التي تنال من مقدسات الأمة ومقومات أمنها واستقرار شعوبها، مؤكدًا حقيقة استهداف أوطاننا وركائز قوتها، وأن من يستهدف السعودية فلا شك يستهدفنا في عقيدتنا وعروبتنا.
وقال إن «تصاعد أعمال العنف والإرهاب وانتشار التنظيمات المتطرفة يمثل العدو الأول للتنمية المستدامة، والخطر الأكبر الذي يهدد مصير أمتنا العربية ووحدتها ولا شك في أن هذه المخاطر تفرض على جميع أجهزة الإعلام العربية تحمل مسؤولياتها القومية والأخلاقية في محاربة الإرهاب بجميع صوره، وتجفيف منابعه الإعلامية والفكرية، وفق استراتيجية إعلامية عربية موحدة تنشر روح التآخي والتسامح، وقيم الوسطية والاعتدال، وتنبذ كل الدعوات المثيرة للكراهية والفتنة الدينية أو الطائفية أو الوقيعة بين الشعوب العربية».
وأضاف «ولعله من المؤسف الإشارة إلى انطلاق قنوات فضائية من قلب المنطقة وعلى مدى السنوات الماضية بممارسات لا تمت للعمل الإعلامي بصلة، وبعيدة كل البعد عن الضوابط المهنية والأخلاقية الواجب اتباعها في التعبير الحر والمسؤول عن الرأي، من خلال ضلوعها في مؤامرات مشبوهة ومكشوفة لدعم الإرهاب والفتن الطائفية، والانحياز إلى التنظيمات الإرهابية المتطرفة، وقلب الحقائق».
وتابع «لقد كانت مملكة البحرين وحتى هذه اللحظة من أكثر الدول المتضررة من ممارسات شبكة قنوات الجزيرة القطرية ومنصاتها الرقمية وغيرها من قنوات الفتنة المملوكة أو التابعة لإيران، ضمن أجندات عدوانية دخيلة على مبادئنا وتنتهك قواعد الأخوة الإسلامية وحسن الجوار، وتسعى بشكل ممنهج إلى زعزعة الأمن والاستقرار والمساس بوحدة بلادنا وهويتها الوطنية، وتزوير الوقائع، وبث الشائعات والتقارير المغلوطة، والدعاية للجماعات والتنظيمات الإجرامية».
وأكد الوزير أن «خلط الأوراق تحت مسميات ومصطلحات بهدف الاستهلاك الإعلامي لن تجدي… فالأمن القومي العربي يتطلب منا الوقوف بحزم كمواطنين أولا وكمربين ثم كأعلاميين ومسؤولين».
وقال: «فلنستذكر سريعًا الثقافة الإعلامية الجديدة التي رسختها الجزيرة القطرية ومثيلاتها التي لم تلتزم بمبادئ وأخلاقيات العمل الإعلامي… يقول الله تعالى في محكم كتابه (وجادلهم بالتي هي أحسن) فبدأت بترسيخ التطاول على الجميع دون استثناء إلا ملاكها.. وبدأ المشاهد العربي يألف المشاهد والكلمات التي لم يألفها سابقًا حتى استساقها وبدأت القناة تروج لشخصيات لأغراض وأهداف معينة… تبرزها تحت مسميات ناشط حقوقي وناشط سياسي حتى بدأ المشاهد العربي البسيط لا يعي ما يدور حوله».
وأضاف «أي حرية تعبير التي يتم فيها التطاول على القرآن الكريم وتشبيه القناة بالنبي يوسف وقميصه عليه السلام ودم كذب… كفى عبثًا بالتلاعب بمشاعر البسطاء والمتاجرة بقضاياهم لطموحات سياسية تلاشت لسوء النوايا… فبعد أن كانت القضية الفلسطينية هي القضية الأولى في قلب كل عربي ومسلم أصبح المواطن العربي يرى بقايا دول وانهيار الدول الوطنية على أيدي أحزاب وتنظيمات مرجعيتها خارج الوطن».
وتابع «أي إعلام الذي أصبح منصة للترويج للجماعات الإرهابية وإظهارها على أنها حركات نضالية ساعية إلى الحرية والديمقراطية، وتعمد إظهار الأعمال الإرهابية على أنها احتجاجات ومطالبات سلمية… حتى أصبحت مثل هذه القنوات أذرعًا إعلامية للجماعات الإرهابية».
واستطرد «فعندما تعلن جميع استخبارات دول العالم في البحث عن شخصية إرهابية نرى هذا المطلوب دوليًا على شاشة هذه القناة حصريًا وبتصوير عالي الجودة»، متسائلاً «أي حرية تعبير تلك التي تبث أكثر من 900 خبر وتقرير سلبي عن بلدي البحرين بشكل ممنهج خلال فترة محددة تتضمن تحريضًا على العنف والكراهية، البحرين التي لم تكن في يوم معتدية على أحد حتى بالكلمة، البحرين التي لها الريادة في التعليم والتربية والثقافة التي لا يمكن تجاهلها أو الإساءة إليها إلا لنوايا سيئة، أي حرية تعبير تلك التي تدفع بالقائمين على هذه القناة لإنتاج أفلام وثائقية وتترجم لخمس لغات ويتم توزيعها على المنظمات الحقوقية بهدف الإساءة لبلد استطاع وبفضل من الله ثم حكمة وصبر قيادته ان تتجاوز ما لن يستطيع الاخر تجاوزه».
وتابع «أي حرية تعبير التي كانت ومازالت تستهين وتستخف بجميع الدول العربية ومنظماتها… أي حرية تعبير التي تستخف بجامعة الدول العربية ومنظومة مجلس التعاون والجيوش العربية وتستهدف الجيش المصري الذي كانت ومازالت له الريادة في الدفاع عن قضايا الأمة العربية… محاولات مستمرة وبشكل يومي دون توقف لزعزعة ثقة المواطن في وطنه في أمنه في اقتصاده في انتمائه وفي اعتداء واضح على سيادة الدول، أي حرية تعبير التي تستهدف قبلة المسلمين… المملكة العربية السعودية التي قدمت الكثير الكثير لخدمة الحرمين الشرفين وكانت ومازالت لها القيادة في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية».
وقال «كلنا نعرف أننا مستهدفون في أوطاننا ومن يستهدف المملكة العربية السعودية فلا شك يستهدفنا في عقيدتنا وعروبتنا، وأي إعلام حر هذا الذي يستهدف الإمارات العربية المتحدة صاحبة التجربة الاقتصادية العالمية التي نفتخر بها نحن كعرب، الإمارات التي قدمت الكثير من التضحيات خدمة لقضايا الأمتين العربية والإسلامية».
وأكد الوزير في ختام كلمته أنه انطلاقًا من أهمية سلاح الإعلام وأثره على الأمن القومي العربي، فإن الحاجة باتت ملحة لاتخاذ خطوات جادة بحق أي وسيلة إعلام مثيرة للفتنة ومحرضة على العنف والتطرف والإرهاب، ولا تلتزم بتحري الدقة والأمانة والموضوعية والمصداقية، ولا تحترام كرامة الشعوب والدول العربية وسيادتها الوطنية، وفقًا للمواثيق الإعلامية والحقوقية العربية والدولية كافة.
بعد ذلك سلم وزير شؤون الاعلام رئاسة الدورة الحالية الـ 48 الى وزير العلاقات مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني بالجمهورية التونسية مهدي بن غريبة.
التعليق هنا
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.