
مختبر المبدعين للذكاء الاصطناعي
في خطوة رائدة تتماشى مع رؤية مملكة البحرين في التحول الرقمي وتطوير العمل الحكومي، أطلقت وزارة الإعلام مبادرة “مختبر المبدعين للذكاء الاصطناعي” مطلع عام 2024، كأول مختبر حكومي متخصص يُعنى بتوظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير الأداء الإعلامي والإداري.
جاءت هذه المبادرة النوعية تنفيذًا لتوجيهات سعادة الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي، وزير الإعلام، الذي أصدر قرارًا وزاريًا بتشكيل فريق وطني متخصص في الذكاء الاصطناعي داخل الوزارة، يتولى قيادة التحول التقني والإبداعي في صناعة المحتوى الإعلامي، وتعزيز قدرة الكوادر الوطنية على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات الإعلامية.

ويهدف المختبر إلى تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة في خدمة الإعلام الحكومي وتطوير المنظومة الإدارية الداعمة له، من خلال دمج هذه التقنيات في مختلف مراحل إنتاج المحتوى الإعلامي، ابتداءً من إعداد الأخبار وتحريرها، مرورًا بالتصميم والمونتاج، وانتهاءً بالأرشفة وتحليل البيانات والمضامين الرقمية. كما تشمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المختبر مجالات إدارية متقدمة، من أبرزها إعداد التقارير المؤسسية، وتطوير الخطط التشغيلية، وتحليل الوثائق والملفات الحكومية، وتلخيص المحتوى الإداري، وتصميم العروض التقديمية والانفوجرافيك، وإجراء الدراسات التخصصية المدعومة بالتحليل الذكي، إلى جانب تصميم شخصيات افتراضية إدارية تساعد في تسريع وتيرة إنجاز المهام اليومية، وتدعم متخذي القرار في مختلف الجهات الحكومية.
وقد شملت المبادرة تنفيذ برامج تدريبية ميدانية متكاملة، تم خلالها تدريب أكثر من 1000 موظف حكومي من 18 جهة رسمية، من بينهم موظفو وزارة الداخلية، وزارة الإعلام، وزارة التربية والتعليم، وزارة شؤون الشباب، وزارة التنمية المستدامة، المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وزارة شؤون البلديات، معهد التنمية السياسية، هيئة تنظيم سوق العمل، المستشفيات الحكومية، الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي، المحافظة الشمالية، المؤسسة الوطنية لحقوق الانسان، الأكاديمية الأولمبية البحرينية، هيئة جودة التعليم والتدريب، ومركز الاتصال الوطني، إضافة إلى هيئات خليجية، وعربية واسلامية. كما تم اعتماد منهج تدريبي متعدد المستويات (أساسي – متوسط – متقدم) يضمن التدرج في بناء القدرات.

ويُعد من أبرز مخرجات المبادرة تصميم وإطلاق منظومة متكاملة من المحررين والمستشارين الافتراضيين داخل وزارة الإعلام، إلى جانب محرر افتراضي حكومي يخدم أكثر من 40 جهة رسمية في صياغة المحتوى الإعلامي بكفاءة وجودة عالية. كما تم إنتاج 15 فاصلًا تلفزيونيًا وإذاعيًا بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي، كأول تجربة من نوعها على مستوى الخليج، ومجلات بالذكاء الاصطناعي بالكامل.
ولضمان استدامة الاستفادة من برامج المختبر، تم اعتماد نظام متابعة واستشارات عن بُعد مع الجهات المستفيدة، لتقديم الدعم المستمر وتعزيز تطبيق الأدوات المكتسبة ضمن بيئات العمل الفعلية.

ويواصل «مختبر المبدعين للذكاء الاصطناعي» في وزارة الإعلام جهوده الرامية إلى ترسيخ ثقافة الابتكار وتعزيز التمكين الرقمي في بيئات العمل الحكومي، من خلال التوسّع في تنفيذ برامجه وتطوير أدواته بشكل مستمر، بما يضمن تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمبادرة، ويُسهم في بناء كوادر وطنية قادرة على مواكبة متطلبات المستقبل. كما تسعى الوزارة إلى توسيع نطاق التجربة على المستويين الخليجي والعربي، بما يجعل من المختبر نموذجًا رائدًا في نقل المعرفة التقنية، وتبادل أفضل الممارسات في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في القطاع الحكومي والإعلامي.