للبحرين جذور حضارية قديمة، تمتد في أعماق التاريخ لأكثر من خمسة آلاف سنة، حيث كانت مقرًا لحضارات “دلمون” ثم “تايلوس” و”أوال”، ووصفت تاريخيًا بأنها “أرض الخلود” أو “أرض الفردوس العظيم” نظرا لشهرتها بينابيع المياه العذبة وغابات النخيل، وشكلت همزة وصل حيوية بين حضارات الفينيقيين في بلاد الشام، وبلاد الرافدين في العراق، ووادي النيل في مصر. وكشف علماء الآثار عن دلائل وشواهد تؤكد مكانة البحرين كمركز تجاري وبحري محوري بين الشرق والغرب.
ودخلت البحرين الإسلام في عام 630م، وروى الإمام البخاري “إن أول جمعة جمعت بين جمعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد عبد القيس بجواثى من البحرين)، وكان لأهلها دور محوري في نشر الدعوة الإسلامية السمحاء. ومثلت البحرين محطة هامة عبر العصور والأزمنة لشعوب البشرية من يونانيين، وهنود، وبرتغاليين، وعُمانيين وأتراك وبريطانيين، وغيرهم.
وبدأت تاريخها الحديث في عام 1783م بعد فتح القائد “أحمد الفاتح” للبلاد، وتعاقب حكام آل خليفة الكرام إلى أن تولى الشيخ عيسى بن سلمان مقاليد الحكم في 16 ديسمبر 1961م، ويعد من جيل الحكام العرب الرواد الذين بنوا بلادهم على أسس من الأمن والعدالة، ورسخ عروبة واستقلالية الوطن بتأكيد الشعب في استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة أن البحرين دولة عربية مستقلة ذات سيادة بقيادة آل خليفة. واستقلت عن المملكة المتحدة في 15 أغسطس 1971، وعن الحماية البريطانية في 16 ديسمبر من العام ذاته، وصدر أول دستور للبلاد عام 1973م.
ومع تولي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم في عام 1999، دخلت مملكة البحرين عهدًا جديدًا من الإصلاح والنهضة والتقدم في إطار الملكية الدستورية وفقًا لميثاق العمل الوطني والدستور المعدل لعام 2002، محققة إنجازات تنموية رائدة، وإصلاحات سياسية وديمقراطية متقدمة ومستمرة وتطورات إيجابية في إطار دولة القانون والمؤسسات الدستورية، أكسبتها مكانة مرموقة إقليميًا ودوليًا.