أكد المتحدثون في ندوة (تأثير الإعلام في القيم المجتمعية والأسرية والهوية الخليجية)، أن المجتمع الخليجي والأجهزة التنفيذية فيه بحاجة لوقفة جادة أمام التحديات العالمية لحماية هويته وثقافته.
جاء ذلك خلال الندوة، التي أقيمت اليوم، بمركز الخليج للمؤتمرات، ضمن فعاليات مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون في دورته السادسة عشرة، والمنتدى الخليجي الإعلامي الثاني، و قدمها محمد النحيت صانع محتوى ومقدم برامج، وتحدث فيها كل من مهند النعيمي، مستشار إعلامي ومدرب في الصحافة الرقمية والذكاء الاصطناعي، وعبدالله المديفر إعلامي سعودي، والدكتور ثواب السبيعي مستشار في التواصل الثقافي ومؤسس منصة (سائح تيوب).
وفرَقَ المتحدث عبد الله المديفر خلال الندوة بين مفهوم الهوية التي تعبر عن الشيء الذي يخبرك من أنت، ومفهوم الثقافة التي تخبرك كيف تتصرف موضحا أن الهوية الخليجية تعرضت خلال الفترات السابقة لتغيير فيها باستقطاب هويات من الخارج تسبب ذلك بضياع الجيل، وجعل المسؤولية كبيرة على المتنفذين لإرجاع الجيل لهويته الأصلية.
وبين المديفر في معرض حديثه أن المركزية انتقلت إلى عدد من دول الخليج ، لكن شعوب المنطقة لم تفهم تلك المركزية ولم يتمكن الإعلام الخليجي من التعبير عنها.
وطرح المتحدث عبد الله المديفر بعض الحلول لتلك المشكلة منها التحول لعقلية المركز الجديد، والعمل بقانون المركزية كجزء فاعل في الإعلام الجديد.
من جهته أشار د. ثواب السبيعي إلى مسؤولية الإعلام في المحافظة على الهوية والصورة النمطية من خلال إيصال الرسائل، وإيجاد حاضنات إعلام تدعم المحتوى الإعلامي الخليجي.
وقال السبيعي” إن الموارد المالية والبشرية هي الأهم وعلينا التحول من مستهلك إلى منتج، وأن تقف المؤسسات الحكومية وقفة صارمة تجاه ما يغزوها من العالم لحماية مجتمعها الخليجي”.
وفي تصريح لوكالة أنباء البحرين (بنا)، أوضح د. ثواب السبيعي أن إقامة مثل هذه الندوات والفعاليات في المنامة هو إثراء للتجارب والخبرات للشخصيات المتحدثة في الندوات وللحضور، وهو فرصة للتشاور وتبادل الرؤى ووضع خطط مستقبلية للإعلام الخليجي وتطويع الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمعات الخليجية.
وأشار د. السبيعي لـ (بنا) إلى أن وجود الذكاء الاصطناعي وثورة المعلومات في الواقع المعاش يمثل تحد وتهديدًا للهوية الخليجية والهوية العربية الإسلامية بسبب الضغط الكبير من وسائل الإعلام العالمية والغزو الفكري، لافتًا الى ضرورة طرح ومناقشة تلك القضايا وإبرازها في المهرجانات وتقنين اختيار البرامج التي تحافظ على الهوية الخليجية.
وأضاف السبيعي أن وسائل التواصل الاجتماعي تتخذ منحنى خطيرًا، وتأثيرها الممنهج على الأطفال من خلال الألعاب الإلكترونية وبعض البرامج على تطبيقات الهاتف، مشددًا على ضرورة قيام المجتمع الخليجي بمنع كل محتوى يمس هويته، وضرورة اتخاذ خطوات جادة لحل هذه القضايا التي تهدد هويتنا.
وفيما يتعلق بتأثير الإعلام الرقمي على بناء الهوية والصورة النمطية، أكد المستشار والمدرب في الصحافة الرقميةوالذكاء الاصطناعي مهند النعيمي خلال الندوة بأنه لدينا مشكلة في بناء الهوية منذ القدم، وبالرغم من تطور الوسائل والأدوات الإعلامية إلا أن المشكلة ما زالت قائمة، “ما جعلنا نواجه تحديات أمام التقنيات الحديثة التي لم نتمكن من استغلالها وفق ما هو مطلوب”.
وقال: “لم نستطع استغلال التقنيات الجديدة جيداً في العالم العربي، في حالة معاكسة لما مضى، حينما توفرت الكوادر ولم تتوفر الأدوات واليوم نحاول أن نحمي أبناءنا من بعض المحتوى العربي الذي يفترض أن يكون في صفك”. ودعا النعيمي لصناعة محتوى هادف، يمثل الإعلام والهوية الخليجية عبر الاستفادة من الكفاءات والنماذج العربية والخليجية المشرفة.
وأضاف النعيمي أن المجتمع الخليجي يجب عليه التعاون لمواجهة الحملات التي تؤثر على القيم والهوية والعادات والتقاليد من خلال اتفاق خليجي مشترك لحماية الأجيال.
وأضاف “أن لدينا الآن وسائل إعلام ومنصات تربي أجيالا وأخرى تهدم، والعمل على تحصين الجبهات الداخلية ضد محاولات اختراق مجتمعاتنا أصبح مهمّة وطنية ومسؤولية مشتركة وإن التحدي الأكبر الآن هو كيف نمكن شبابنا من تمييز الغث من السمين بعد اختلاط المفاهيم” .
وأكد أن وزراء الإعلام في دول المجلس وضعوا على أجندة اجتماعاتهم الأخيرة موضوعات ذات اهمية وعلاقة بالحفاظ على الهوية وغرس القيم من بينها إعداد خطة إعلامية توعوية متضمنة حماية الأخلاق والتنشئة الاجتماعية وغرس القيم والهوية الخليجية.
ومن النماذج الرائدة في الإعلام الرقمي ومنصات التواصل التي أثرت على شريحة كبيرة في المجتمع الخليجي، بين النعيمي أن هناك محتوى مميز لبرامج تلفزيونية تؤسس لقيم نبيلة، مثل برامج “الصدمة”، و”أنا لها”، و”كفو” الذي بدأ بحرينياً وانتقل لكل الخليج لتعزيز ثقافة الشكر والتقدير.
يشار الى أن مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون في دورته السادسة عشرة يحتضن العديد من الندوات التي تناقش القضايا الحديثة في الإعلام الخليجي، ومن تلك الندوات (الإعلام الرقمي.. المصداقية والتأثير الإيجابي) وندوة (الدراما الخليجية بين جيلين). كما ستقام ندوة (الإعلام الرياضي بين الموثوقية والإثارة) غدًا في الساعة الحادية عشرة صباحًا بمركز الخليج للمؤتمرات وتستضيف نخبة من العاملين في المجال الرياضي.
التعليق هنا
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.