بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لميثاق العمل الوطني، استضاف صرح الميثاق الوطني فعالية “ضوء وميثاق” والتي شاركت فيها معالي الشيخة مريم بنت حسن آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للمرأة في جلسة حوارية بعنوان “ميثاق فتح الآفاق: دور ميثاق العمل الوطني في تقدم المرأة”، وذلك بحضور سعادة الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير الشؤون العامة بالديوان الملكي، وسعادة الدكتور رمزان بن عبد الله النعيمي وزير الإعلام، وعدد من المسؤولين وطلبة الجامعات.
وفي بداية الفعالية، ألقى سعادة الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير الشؤون العامة بالديوان الملكي كلمةً أشاد فيها بالإنجازات التي تحققت في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وما تشهده المملكة من مسيرة تنموية شاملة، مشيرًا إلى أن صرح الميثاق الوطني الذي جاء بمبادرة كريمة من جلالته يعتبر ذاكرةً للأجيال تجسّد تاريخ مملكة البحرين العريق ومسيرتها الوطنية المباركة، مضيفًا أن الصرح يحتوي على محطات حضارية مهمة وهي محل الفخر والاعتزاز، وتعبّر عن حاضر مزدهر ومستقبل مشرق، حيث تقوم الأجهزة التفاعلية الموجودة في معرض الصرح بعرض مقتنياته بأسلوب حديث ومتطور، يسهم في ترسيخ القيم الوطنية التي لها دور كبير في التعبير عن الروح البحرينية الأصيلة. كما توجّه بالشكر لوزارة الإعلام والجهات المتعاونة في تنظيم هذه الفعالية التي تهدف إلى تخليد ذكرى ميثاق العمل الوطني والإجماع الشعبي عليه.
من جانبه رفع سعادة الدكتور رمزان بن عبد الله النعيمي وزير الإعلام أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، مهنئاً شعب البحرين العزيز بمناسبة ذكرى ميثاق العمل الوطني، الذي انطلق بإرادة ملكية سامية وإجماع شعبي غير مسبوق شكل إشراقة مضيئة لمسيرة التحديث والنهضة التنموية الشاملة التي شهدتها مملكة البحرين في مختلف المجالات، وقطف ثمارها جميع من يعيش على هذه الأرض الطيبة.
وركزت مداخلة معالي الدكتورة الشيخة مريم بنت حسن آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للمرأة، على مظاهر تقدم المرأة البحرينية في ظل ميثاق العمل الوطني، وما تحقق من منجزات رائدة في مجال دعم المرأة البحرينية وضمان تقدمها في مختلف المجالات، حيث أكدت معاليها أن تلك المرحلة المباركة من المسيرة التنموية الشاملة لجلالة الملك المعظم وضعت الأسس والركائز لما تنعم به مملكة البحرين اليوم من تطور وازدهار ونمو.
ثم تلتها جلسة نقاشية بعنوان (دور ميثاق العمل الوطني في ترسيخ حرية الرأي والتعبير)، تحدث فيها كل من الكاتب الصحفي محميد المحميد، والدكتورة لولوة بودلامة مستشار شؤون الإعلام بوزارة الإعلام، حيث أكدا أن حرية الرأي والتعبير المسؤولة تشكل أساسًا لميثاق العمل الوطني وأحد ثوابته الرئيسية، مشيدين بما شهدته المملكة من إنجازات مميزة في قطاع الصحافة والإعلام في العهد الزاهر لجلالة الملك المعظم، كان آخرها اختيار المنامة عاصمة للإعلام العربي لعام 2024، تأكيدًا على دور مملكة البحرين البارز إقليميًا ودوليًا في هذا المجال.
كما تم خلال الاحتفال عرض فيلم وثائقي من إنتاج وزارة الإعلام بمناسبة الزيارة الرسمية التاريخية التي قام بها قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان وفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين لمملكة البحرين، تلبيةً لدعوة كريمة من جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وهي الزيارة التي كانت محط اهتمام العالم، وترتبت عليها نتائج مهمة تعزز الحوار بين الأديان لصالح البشرية، ومن أبرزها الإعلان عن جائزة الملك حمد الدولية للحوار والتعايش السلمي، واطلع الحضور على معرض احتوى على عدد من الإصدارات الثقافية التي تناولت ميثاق العمل الوطني والمسيرة التنموية المباركة في بلدنا العزيز.
بعدها قام الزوار بجولة في أرجاء المعرض الرئيسي، الذي يستعرض ماضي البحرين وحاضرها وتطلعاتها المستقبلية باستخدام الأجهزة التفاعلية، إلى جانب عرض عدد من المجسمات والوثائق الخاصة بتلك المراحل المختلفة، ومن بينها الإعلانات التي كانت تصدر من حكومة البحرين منذ العشرينات من القرن الماضي، والتي تنظم الشئون الإدارية في مختلف المجالات، ففي البداية اطلعوا على النسخة الأصلية من ميثاق العمل الوطني، ثم قاموا بزيارة إلى المحطات التي يتألف منها المعرض، والذي تزدان جدرانه على جهة اليمين بآيات قرآنية مرتبطة بموضوع المحطة، إضافةً إلى مقتطفات من الكلمات السامية لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، واستمع الجميع إلى شرح من القائمين على المعرض حول مكونات كل محطة:
ففي محطة (البحرين لؤلؤة الخليج)، تعرّف الحضور على الحضارات المتعاقبة على البحرين، مثل دلمون وتايلوس وأوال، وعلى أشهر العيون والكواكب ومواقعها على الخارطة، وفي محطة (همس النخيل) استمعوا إلى أصوات عبر الأعمدة التي تأخذ شكل جذوع النخل، وهي تحكي عن النخلة وخيراتها العديدة، أما في محطة (بوابة العالم) فقد اطلعوا على عدد من نماذج السفن التي برع أهل البحرين في صنعها منذ القدم، والأدوات المستخدمة في صناعتها، وتعرفوا من خلال جهاز تفاعلي على خط سير السفن التجارية المحملة بالبضائع المختلفة من البحرين وإليها.
وفي محطة (الإسلام والتسامح) اطلع الزوار على أهم مظاهر التسامح الديني لدى شعب البحرين، وحرية ممارسة الشعائر الدينية والمعتقدات، في جوّ من الاحترام والتعايش والتسامح، أما في محطة (تحقيق الرخاء)، فقد تعرّفوا على إنجازات حكام البحرين من آل خليفة الكرام من عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن علي آل خليفة إلى العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، كما اطلعوا على رسائل وصايا حكام البحرين من آل خليفة الكرام لأولياء عهودهم، والتي تؤكد على الاهتمام بالقيم العربية الإسلامية وتحقيق الرخاء لشعب البحرين.
وتابع الزوار فيلم (العلم) الذي يُعرض في (المجلس)، ويمثّل عدداً من القيم الأصيلة لشعب البحرين، مثل التعاون بين مختلف شرائح المجتمع والانتماء والتنوع وغيرها من القيم الوطنية، كما تعرفوا في محطة (كنوز البحر) على مهنة الغوص والأدوات المستخدمة في تجارة اللؤلؤ، واستمعوا إلى شرح حول المستشفى العائم، وهي تجربة رائدة للبحرين قديماً، تمثلت في تخصيص الحكومة لمركب للقيام بزيارات إلى سفن الغوص البحرينية والخليجية كذلك لعلاج البحارة.
بعدها انتقل الحضور إلى محطة (وهج الصناعة) التي تعرض أبرز الصناعات الرائدة مثل النفط والألمنيوم وصناعة وإصلاح السفن، ومن خلال (جسر النور) تعرفوا على النقلة النوعية التي حدثت في مملكة البحرين بعد الميثاق، وعلى أهم الإنجازات التي نالتها المرأة البحرينية في المسيرة التنموية، والاهتمام الذي توليه المملكة للخيول العربية الأصيلة التي حافظت البحرين عليها منذ عقود، وفي محطة (البحرين اليوم) اطلعوا على مجسم للعاصمة المنامة ومراحل تطورها، وكذلك مظاهر التطوّر في مجال تكنولوجيا الاتصالات، وجهود ووسائل الحفاظ على البيئة، واهتمام المملكة بالتعليم والإنجازات التي تحققت على هذا الصعيد، ومن أبرزها إطلاق جائزة اليونسكو- الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التعليم، والتحوّل الرقمي في التعليم من خلال مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل.
وفي نهاية المعرض، قام الجميع بالاطلاع على مجسم (النخلة الذهبية) الذي يحتوي على عبارات ملهمة لمدارس البحرين حول رؤيتهم للمستقبل محفورة على خوص النخلة، كما اطلعوا على صورة حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وهو يغرس فسيلة نخل، في رمزٍ للاستثمار في المستقبل والإيمان بقيم العطاء والعمل، واطلع الحضور كذلك على الكبسولة الذهبية التي تحتوي على رسالة من جلالة الملك المعظم لشعب مملكة البحرين، وكُتبت عليها الآية القرآنية (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا).
وقد أبدى الزوار إعجابهم بما تضمنه صرح ميثاق العمل الوطني من معروضات متميزة عكست معاني وطنية مهمة، وأكدت على تاريخ وحضارة مملكة البحرين ومستقبلها الزاهر، مؤكدين أن استخدام الأجهزة التفاعلية ساهم في تعزيز المعلومات التي تعرفوا عليها أثناء زيارتهم لمختلف المحطات في المعرض الرئيسي، كما أبدوا سرورهم لرؤية أسماء المصوتين المحفورة على جدران الصرح، تخليداً لذكرى ميثاق العمل الوطني، ومدلولاته الوطنية على الصعيد الإنساني، من خلال تواجد أسماء كل من ساهم في إقرار الميثاق، الأمر الذي سيظل في ذاكرة الأجيال.
الجدير بالذكر أن فعالية ضوء وميثاق هي فعالية وطنية من تنظيم وزارة الإعلام بالشراكة مع صرح الميثاق الوطني، والمجلس الأعلى للمرأة، وأكاديمية سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة للدراسات الدبلوماسية، ومركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة “دراسات”، وجامعة البحرين، ومجلس التعليم العالي، وسلطت الضوء من خلال جلسات فكرية ومعرض كتب وفيلم وثائقي وزيارات تعريفية، على مراحل إقرار ميثاق العمل الوطني وما تحقق لمملكة البحرين من منجزات حضارية وتنموية في ظل ميثاق العمل الوطني
التعليق هنا
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.